قلب لا يليق به الزيف
فلنكن كما نحن… دعوة للصدق مع الذات بعيدًا عن الأقنعة
نعيش في عالمٍ يُحاول باستمرار أن يضعنا في قوالب جاهزة؛
قوالب تُحدّد ما يجب أن نقوله، كيف نشعر، وكيف نُظهر أنفسنا.
ومع كل هذا الضغط، قد ننسى أن قيمة الإنسان لا تكمن في تطابقه مع الآخر،
بل في اختلافه… في صوته الخاص… وفي تلك التفاصيل الصغيرة التي تُشكّل جوهره الحقيقي.
في كثير من اللحظات، نجد أنفسنا أمام خيارين:
إما أن نكون كما نحن، بصراحتنا وطباعنا وملامحنا الخالية من الزيف،
وإما أن نرتدي قناعًا يناسب ما يرغب به الآخرون.
ومع أن الطريق الثاني يبدو أسهل أحيانًا… إلا أنه الأكثر إنهاكًا للروح.
نحن لم نُخلق لنكون مادة سهلة التشكيل،
ولم نُولد لنجعل قلوبنا مسرحًا تُحرّكه انتظارات الآخرين.
الحقيقة أن ارتداء أقنعة لا يشبهنا يستهلك منّا أكثر مما يمنحنا،
ويُبعدنا تدريجيًا عن ذواتنا، عن نقائنا الأول، وعن تلك الراحة التي لا نجدها
إلا عندما نكون على طبيعتنا.
وحين يقترب أحدهم من عالَمنا الخاص، عليه أن يدرك أنه يقترب من منطقة هشّة،
من بابٍ لا يُفتح إلا لمن يستحق.
كلمة واحدة قد تُرمّم، وأخرى قد تترك أثرًا لا يُمحى.
فالصدق ليس ترفًا، بل ضرورة؛
وحضور الآخر كما هو — بلا تزييف — هو ما يجعل العلاقات تنمو بثقة وطمأنينة.
كل ما تحتاجه أرواحنا بسيط:
حقيقة لا تنهار، وقلوب تأتي بنقاء لا يُساوَم،
وأشخاص يقتربون بصدق… أو يرحلون بلطف دون أن يتركوا خلفهم شقوقًا في الروح.
رسالة أخيرة للقارئ
اختر دائمًا أن تكون كما أنت،
فالعالم لا يحتاج نسخة أخرى من أحد…
يحتاجك أنت، بكل ما تحمل من صدق، وعمق، وشفافية.
بقلمي ataa

تعليقات
إرسال تعليق