المشاركات

همسات انثى

قلب لا يليق به الزيف

صورة
  فلنكن كما نحن… دعوة للصدق مع الذات بعيدًا عن الأقنعة نعيش في عالمٍ يُحاول باستمرار أن يضعنا في قوالب جاهزة؛ قوالب تُحدّد ما يجب أن نقوله، كيف نشعر، وكيف نُظهر أنفسنا. ومع كل هذا الضغط، قد ننسى أن قيمة الإنسان لا تكمن في تطابقه مع الآخر، بل في اختلافه… في صوته الخاص… وفي تلك التفاصيل الصغيرة التي تُشكّل جوهره الحقيقي. في كثير من اللحظات، نجد أنفسنا أمام خيارين: إما أن نكون كما نحن، بصراحتنا وطباعنا وملامحنا الخالية من الزيف، وإما أن نرتدي قناعًا يناسب ما يرغب به الآخرون. ومع أن الطريق الثاني يبدو أسهل أحيانًا… إلا أنه الأكثر إنهاكًا للروح. نحن لم نُخلق لنكون مادة سهلة التشكيل، ولم نُولد لنجعل قلوبنا مسرحًا تُحرّكه انتظارات الآخرين. الحقيقة أن ارتداء أقنعة لا يشبهنا يستهلك منّا أكثر مما يمنحنا، ويُبعدنا تدريجيًا عن ذواتنا، عن نقائنا الأول، وعن تلك الراحة التي لا نجدها إلا عندما نكون على طبيعتنا. وحين يقترب أحدهم من عالَمنا الخاص، عليه أن يدرك أنه يقترب من منطقة هشّة، من بابٍ لا يُفتح إلا لمن يستحق. كلمة واحدة قد تُرمّم، وأخرى قد تترك أثرًا لا يُمحى. فالصدق ليس ترفًا، بل ضرورة؛ ...

حين تلمع الشاشات وتنطفىء القلوب

صورة
  همس الصور وعبء الصمت حين تتكلم الصور ويصمت كل شيء آخر لقد تهالكت الروح مع القلب، وتشتتت العقول… حتى أصبحت الوحدة أرقى من كل قربٍ مُتعب. صار الهاتف أكثر دفئًا من الأحاديث التي تلاشت منها حرارة القرب، وسكنت مكانها مسافات صامتة لا تُفهم. صور تُوثّق ما عجز الكلام عن قوله توغلت الصور في تفاصيل حياتنا حتى صارت جزءًا لا يُفارق يومنا. أصبحنا نحتاج صورة حتى لنفسٍ نلتقطه… فقط لنعلم العالم أننا ما زلنا هنا، وأننا نفعل، ونشعر، ونعيش… ولو عبر إطار صغير على شاشة. هل هذا عيب؟ أم هواية؟ أم مجرد روتين يومي نحمله معنا رغم ثقله على الروح؟ عالم لا يتساوى فيه الجوع ولا الأمنيات هناك من لا يملك سوى قطعة خبز تُسكِت جوعًا يطرق جسده بقسوة، وهناك من تُغفو عيناه فوق رغباتٍ لا تصل إليها يده، فتطلق العيون أمنياتها، لعلها تملأ ذلك النقص الداخلي الذي لا يراه أحد. في النهاية… الرحمة هي الطريق رفقًا بما تملكين… ورفقًا بما يملك الآخرون. فليس الجميع يعيشون على القدر نفسه، ولا أحد يعرف ما يخفيه صمت الآخر. ننجو بالرحمة أكثر مما ننجو بالمظاهر. وتبقى القلوب التي ترى بصدق… أعمق من كل صورة. بقلمي ataa

لأنها انثى خلقت لتتلألأ

صورة
  وتبقى الأنثى… وردة تبحث عن ما يستحقها الأنثى بين رقتها وقوتها تظلّ الأنثى كالنجوم المتلألئة في سكون السماء؛ تجذب العيون بوهجها الفريد، وبذلك التميّز الخفيّ الذي لا يشبه أحدًا. تتناسق مع كل الأزمنة والأماكن، وتترك لمستها الناعمة في كل لحظة، تلك اللمسة التي لا يتقنها سواها مهما تغيّر العالم من حولها. حين يسكن القلب قلبًا آخر تجذب الأنثى الكثير من القلوب، لكن قلبها لا يختار إلا واحدًا… واحدًا فقط ترى فيه الأمان والوطن والسكون. وعندما تجد هذا الشخص، تسلّم إليه جزءًا من روحها، وتبدأ معه حياة ثانية مليئة بالمشاعر المتفاوتة… بين الطمأنينة والخوف، وبين الشغف والانتظار. رحلة تزدهر فيها أو تذبل في بدايات الطريق، تكون كالوردة الزاهية في مملكته؛ تضيف جمالًا للمكان، وتنعش الأيام بأنفاسها. ومع مرور الوقت، يظهر الوجه الحقيقي للعلاقة: إما أن تزهر أكثر بالاهتمام والصدق والرعاية… أو تذبل بالابتعاد والكذب والإهمال، فتسقط رويدًا رويدًا حتى يغدو العالم حولها بلا لون ولا ضوء. دور الرجل في حياة الأنثى لكل فتاة طريق، ولكل طريق رجلٌ يقودها نحو الرفعة أو الانكسار. لذا يجب أن يكون الأب هو السند الأول، وا...

حين أفلت ابي يدي 3

صورة
  الجزء الثالث والأخير — نهاية لا تشبه الانكسار بداية الحكاية… كلمة غيّرت كل شيء لم يكن ذلك اليوم عاديًا. حين سألني الشيخ: “هل أنتِ موافقة؟” أجبت بثقة: نعم. كانت تلك اللحظة بداية الطريق؛ الطريق الذي وضعت فيه قلبي بين يديه، وكأنني أسلّم نقطة ضعفي لمصير مجهول. كان يصغي إليّ بعمق، وكأن العالم كله يفسح طريقًا لكلماتي. منحني مساحة لأتحدث بلا خوف، وأعطاني يدًا من ضوء… تمسكتُ بها بكل ما اعتقدته حبًا يشبه المعجزة. طيران بلا جناحين صنع لي سماءً خاصة، وعلّمني الطيران، حتى ظننت أن الحياة صارت سهلة، وأن أجنحتي لا يمكن أن تسقط. لكن خلف تلك الحرية… كان هناك قفص يُحكم إغلاقه على روحي دون أن أراه. كنت أرى الخيانة في الصور التي يرسلها لي؛ تفاصيل لا تخطئها عين عاشقة. ومع ذلك كنت أُطفئ الحقيقة داخلي، وأقنع نفسي بأنها ماضٍ قديم انتهى… وأنني الحاضر. ليلة الغياب… وصباح الكذبة كان يختفي حين يأتي الليل، يرحل فجأة ويتركني مشتعلة بالأسئلة. يعود صباحًا بهدوء، يُسقط غضبي بكلمة ويُسكت وجعي بأخرى. كنتُ أعود إليه كل مرة… إلى ذات القفص، بذات الكذبة، بذات الوجع. مرت شهور قصيرة لكنها مريرة، ثقيلة كالحجر. صا...

عندما افلت ابي يدي 2

صورة
  ثم جاء الأسوأ في ملامح الأجمل لم أكن أعلم أن بعض النهايات ترتدي وجوه البدايات الجميلة. حين جاء… بدا كأنه النور الذي انتظرته طويلًا. طرق بابي بهدوء، ففتحت له قلبي قبل أن أفتح له باب حياتي. ظننته ملاكًا هبط إليّ بعد سنوات من التعب، حلمًا يليق بكل ما انكسر داخلي، وطمأنينة طال غيابها عن روحي. كانت البداية هادئة، ناعمة، مُغرية بالأمل. لم نلتقِ وجهًا لوجه، ولم تُمسك يدٌ بيد، ومع ذلك امتلك كل شيء في داخلي: كان صوته حياة، واســمه نبضًا، وحديثه عالمًا آخر… عالمًا اعتقدتُ أنه خُلق ليحميني مما تبقى من خوفي. مع مرور الأيام، ساقتني المشاعر نحو فخّ لم أدركه إلا متأخرًا. قدّمت له ذكرياتي، وجروحي القديمة، وكل ما حاولتُ أخفاءه عن العالم. منحته صدقًا نادرًا… وخوفًا معلّقًا بكتف الرجاء. كنت أتشبّث به كما تتشبّث الغارقة بقشة… قشة لا تملك أي قوة للنجاة. ثم، فجأة، توقفت الأحلام. الورديّ تحول رماديًا، والصوت الذي كان يحييني صار يطفئني… وانقلبت البداية الجميلة إلى حقيقة قاسية تكشف لي ما لم أظن أني سأراه يومًا. لم تكن تلك النهاية كما ظننت… بل كانت بداية مرحلة أعمق، أقسى، وأبعد كثيرًا عن كل التصورات...

عندما افلت ابي يدي

صورة
  رحلة الغربة: حين أفلت أبي يدي كانت حياتي يومًا ما فيلمًا ضائعًا بين الحلم والكابوس؛ لم أعد أعرف إن كنت أعيش أجمل البدايات أم أسوأ النهايات. كنتُ أتقدّم في الحياة كظلٍّ تائه، بلا عقل يرشدني، ولا دليل يمسك بيدي حين تميل خطواتي. لحظة الانفلات الأولى أفلتَ أبي يدي فجأة… ليس بكلمةٍ تطمئن القلب، ولا بتفسيرٍ يخفف الوجع، بل بنظرةٍ أخيرة اختنقت فيها كل الجمل التي لم تُقَل. وقفتُ أمام طريقٍ غريب؛ طريقٍ لا أعرف بدايته، ولا أعرف ما يختبئ في نهايته—خيرٌ ينتظرني؟ أم فخٌ آخر يبتلع ما تبقى مني؟ الطريق بين الخوف والمجهول كانت العيون تطاردني… عيونٌ ترى ضعفي قبل قوتي، وتخشى صدقي أكثر مما تخشى جموحي. ورغم ذلك، تابعتُ السير. كان الطريق مبللًا؛ لا بالمطر، بل بالخوف، بالرصاص، وبخطوات تهرب من مجهولٍ لا ينتهي. مشيتُ بين وجوهٍ غريبة، ومدنٍ لا أسماء لها، حتى ظننتُ أن العالم كله تحول إلى ممرٍّ طويل من الغربة. ملجأ الروح… حضن أختي بعد سنواتٍ من التعب والانكسار، وصلتُ إلى أول محطة أمان في رحلتي: حضن أختي. هناك هدأت روحي قليلًا. ألقيتُ عن نفسي كل ما حملته من ثقل، وشحنتُ قلبي بما يكفي لأكمل الطريق من جديد....

دفء مفقود 2

صورة
  حكاية طفلة كبرت وما زالت تبحث عن الأمان كبرت تلك الطفلة… كبرت لتصبح صبية تملأ وجهها ملامح القوة، لكن في داخلها ما زال هناك قلب صغير يختبئ خلف جدران الفقدان. كانت تنام على ألحان الأحزان، وتستيقظ على دموع الانتظار، كأن طفولتها لم تجد يومًا حضنًا يضمها أو دفئًا يخفف عنها ارتجاف الروح. طفولة تبحث عن بديل… وصبية ترمّم نفسها ومع مرور السنوات، بدأت ترسم طرقًا جديدة، مليئة بالحب والحنان الذي تمنّت يومًا أن تعيشه. كانت تحاول سقي طفولتها المفقودة بذكريات دافئة تصنعها بيدها، وتبني حول قلبها بيتًا من الأمان لم يمنحه لها أحد. ترمّم ما انكسر، وتمسح بقايا التعب عن روحها، وتمنح نفسها شيئًا من الرقة التي حُرمت منها طويلًا. خطوات نحو الأمل رغم كل شيء تسير اليوم بخطوات ثابتة، وعينان تلمعان بأملٍ يشبه الفجر. ورغم مرارة الحياة وتقلباتها، ما زالت تحتفظ بابتسامة صغيرة تُنير وجوه من حولها. لم تعد تلك الطفلة المسكينة… لكن بحثها عن الدفء لم ينتهِ بعد، فما زال قلبها يفتّش عن حضن يرمم ما تبقى من شتات الروح. --- خاتمة في داخل كل واحد منا طفل يبحث عن الأمان، وصبية “دفء مفقود” ما زالت تتعلم أن تمنح نفسها م...