عندما افلت ابي يدي 2

 


ثم جاء الأسوأ في ملامح الأجمل


لم أكن أعلم أن بعض النهايات ترتدي وجوه البدايات الجميلة.
حين جاء… بدا كأنه النور الذي انتظرته طويلًا. طرق بابي بهدوء، ففتحت له قلبي قبل أن أفتح له باب حياتي. ظننته ملاكًا هبط إليّ بعد سنوات من التعب، حلمًا يليق بكل ما انكسر داخلي، وطمأنينة طال غيابها عن روحي.

كانت البداية هادئة، ناعمة، مُغرية بالأمل.
لم نلتقِ وجهًا لوجه، ولم تُمسك يدٌ بيد، ومع ذلك امتلك كل شيء في داخلي:
كان صوته حياة،
واســمه نبضًا،
وحديثه عالمًا آخر…
عالمًا اعتقدتُ أنه خُلق ليحميني مما تبقى من خوفي.

مع مرور الأيام، ساقتني المشاعر نحو فخّ لم أدركه إلا متأخرًا.
قدّمت له ذكرياتي، وجروحي القديمة، وكل ما حاولتُ أخفاءه عن العالم.
منحته صدقًا نادرًا… وخوفًا معلّقًا بكتف الرجاء.
كنت أتشبّث به كما تتشبّث الغارقة بقشة… قشة لا تملك أي قوة للنجاة.

ثم، فجأة، توقفت الأحلام.
الورديّ تحول رماديًا، والصوت الذي كان يحييني صار يطفئني…
وانقلبت البداية الجميلة إلى حقيقة قاسية تكشف لي ما لم أظن أني سأراه يومًا.
لم تكن تلك النهاية كما ظننت… بل كانت بداية مرحلة أعمق، أقسى، وأبعد كثيرًا عن كل التصورات التي رسمتها لنفسي.

كانت تلك اللحظة التي فهمتُ فيها أن بعض الأشخاص يدخلون حياتنا ليعلمونا درسًا، لا ليكملوا الطريق معنا.
وأن الأجمل أحيانًا… ليس سوى صورة صامتة تُخفي خلفها الأسوأ.

بقلمي Ataa

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وسادة الأحلام

رحيل يشبه الشفاء

محكمة قلبي