مرآة الروح


 


مرآة الروح… حين يتكلم الليل بصوت القلب 

هناك لحظات لا تحتاج إلى ضجيج ولا إلى حديثٍ طويل؛

لحظات يكفيها ليلٌ هادئ ووسادةٌ صامتة تحتضن وجعنا كما لو أنها تفهم ما نعجز عن قوله.


في سواد الليل، تتّقد القلوب بنيران القهر،

وتنساب دموع التعب على وسادة لا تنطق، لكنها تصغي بعمقٍ يفوق ألف كلمة.

هي الرفيقة التي تمتص الآهات، وتُخبّئ أسرارنا،

حتى تغفو العيون وقد ثقلها الألم.


وأحيانًا، نرسم ابتسامة خفيفة،

نضحك رغم أن الذكرى تخنق الصوت،

ونكتب كلماتٍ نقشتها التجارب في أعماق الروح.

إنه الظلام ذاته… لكنه لا يمرّ علينا بنفس الشعور،

فـ مرآة الروح تتأرجح كل ليلة بين الألم والسكينة.


الليل هو الشاهد الصامت لقصصنا،

يحتضن وجعنا كما يحتضن ضحكاتنا،

ويُخفي ما لا يستطيع النهار أن يراه أو يفهمه.


ثم تشرق الشمس…

قد تهدي الفرح، أو تغمسنا في حزنٍ جديد،

قد تمنحنا ضحكة، أو تذكّرنا بدمعة،

وقد تحمل ذكرى ناعمة أو كابوسًا ثقيلًا.


وحين تغيب، يترك رحيلها خلفه ظلامًا حالكًا نرمي فيه أثقالنا،

ونغفو كأننا نتناول جرعة خفية من النسيان،

لنبدأ يومًا جديدًا يحمل في طيّاته هدية سرية من الحياة…

لا نعرف إن كانت فرحًا، أم درسًا، أم جرحًا جديدًا.

#بقلمي_ataa


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وسادة الأحلام

رحيل يشبه الشفاء

محكمة قلبي