المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2025

قلب لا يليق به الزيف

صورة
  فلنكن كما نحن… دعوة للصدق مع الذات بعيدًا عن الأقنعة نعيش في عالمٍ يُحاول باستمرار أن يضعنا في قوالب جاهزة؛ قوالب تُحدّد ما يجب أن نقوله، كيف نشعر، وكيف نُظهر أنفسنا. ومع كل هذا الضغط، قد ننسى أن قيمة الإنسان لا تكمن في تطابقه مع الآخر، بل في اختلافه… في صوته الخاص… وفي تلك التفاصيل الصغيرة التي تُشكّل جوهره الحقيقي. في كثير من اللحظات، نجد أنفسنا أمام خيارين: إما أن نكون كما نحن، بصراحتنا وطباعنا وملامحنا الخالية من الزيف، وإما أن نرتدي قناعًا يناسب ما يرغب به الآخرون. ومع أن الطريق الثاني يبدو أسهل أحيانًا… إلا أنه الأكثر إنهاكًا للروح. نحن لم نُخلق لنكون مادة سهلة التشكيل، ولم نُولد لنجعل قلوبنا مسرحًا تُحرّكه انتظارات الآخرين. الحقيقة أن ارتداء أقنعة لا يشبهنا يستهلك منّا أكثر مما يمنحنا، ويُبعدنا تدريجيًا عن ذواتنا، عن نقائنا الأول، وعن تلك الراحة التي لا نجدها إلا عندما نكون على طبيعتنا. وحين يقترب أحدهم من عالَمنا الخاص، عليه أن يدرك أنه يقترب من منطقة هشّة، من بابٍ لا يُفتح إلا لمن يستحق. كلمة واحدة قد تُرمّم، وأخرى قد تترك أثرًا لا يُمحى. فالصدق ليس ترفًا، بل ضرورة؛ ...

حين تلمع الشاشات وتنطفىء القلوب

صورة
  همس الصور وعبء الصمت حين تتكلم الصور ويصمت كل شيء آخر لقد تهالكت الروح مع القلب، وتشتتت العقول… حتى أصبحت الوحدة أرقى من كل قربٍ مُتعب. صار الهاتف أكثر دفئًا من الأحاديث التي تلاشت منها حرارة القرب، وسكنت مكانها مسافات صامتة لا تُفهم. صور تُوثّق ما عجز الكلام عن قوله توغلت الصور في تفاصيل حياتنا حتى صارت جزءًا لا يُفارق يومنا. أصبحنا نحتاج صورة حتى لنفسٍ نلتقطه… فقط لنعلم العالم أننا ما زلنا هنا، وأننا نفعل، ونشعر، ونعيش… ولو عبر إطار صغير على شاشة. هل هذا عيب؟ أم هواية؟ أم مجرد روتين يومي نحمله معنا رغم ثقله على الروح؟ عالم لا يتساوى فيه الجوع ولا الأمنيات هناك من لا يملك سوى قطعة خبز تُسكِت جوعًا يطرق جسده بقسوة، وهناك من تُغفو عيناه فوق رغباتٍ لا تصل إليها يده، فتطلق العيون أمنياتها، لعلها تملأ ذلك النقص الداخلي الذي لا يراه أحد. في النهاية… الرحمة هي الطريق رفقًا بما تملكين… ورفقًا بما يملك الآخرون. فليس الجميع يعيشون على القدر نفسه، ولا أحد يعرف ما يخفيه صمت الآخر. ننجو بالرحمة أكثر مما ننجو بالمظاهر. وتبقى القلوب التي ترى بصدق… أعمق من كل صورة. بقلمي ataa