حين أفلت ابي يدي 3

 


الجزء الثالث والأخير — نهاية لا تشبه الانكسار


بداية الحكاية… كلمة غيّرت كل شيء

لم يكن ذلك اليوم عاديًا. حين سألني الشيخ: “هل أنتِ موافقة؟” أجبت بثقة: نعم.
كانت تلك اللحظة بداية الطريق؛ الطريق الذي وضعت فيه قلبي بين يديه، وكأنني أسلّم نقطة ضعفي لمصير مجهول.

كان يصغي إليّ بعمق، وكأن العالم كله يفسح طريقًا لكلماتي. منحني مساحة لأتحدث بلا خوف، وأعطاني يدًا من ضوء… تمسكتُ بها بكل ما اعتقدته حبًا يشبه المعجزة.

طيران بلا جناحين

صنع لي سماءً خاصة، وعلّمني الطيران، حتى ظننت أن الحياة صارت سهلة، وأن أجنحتي لا يمكن أن تسقط.
لكن خلف تلك الحرية… كان هناك قفص يُحكم إغلاقه على روحي دون أن أراه.

كنت أرى الخيانة في الصور التي يرسلها لي؛ تفاصيل لا تخطئها عين عاشقة. ومع ذلك كنت أُطفئ الحقيقة داخلي، وأقنع نفسي بأنها ماضٍ قديم انتهى… وأنني الحاضر.

ليلة الغياب… وصباح الكذبة

كان يختفي حين يأتي الليل، يرحل فجأة ويتركني مشتعلة بالأسئلة. يعود صباحًا بهدوء، يُسقط غضبي بكلمة ويُسكت وجعي بأخرى.
كنتُ أعود إليه كل مرة… إلى ذات القفص، بذات الكذبة، بذات الوجع.

مرت شهور قصيرة لكنها مريرة، ثقيلة كالحجر. صار يومي انتظارًا طويلًا منه… اتصال واحد يعيد نبضي، ورسالة تُنعش روحي.

حين ظهرت الحقيقة

انزلقتُ في عمق صفحته… كأن القدر كان ينتظر تلك اللحظة.
ظهرت الحقيقة كصفعة:
متزوج… وله أطفال.
هنا أدركت أن الطيران الذي منحني إياه لم يكن سوى سقوط.

واجهته، فاختار الكذب. وحين حذف الصور، كان الوقت متأخرًا… كنت قد تحولت إلى رماد يتطاير مع أول نسمة.

ورحلت.

بداية جديدة… بيدٍ تمسكت بي

كان أخي هو السند الوحيد. أمسك بيدي، وأخذني إلى حياة جديدة. تركت تدريسي وطلابي، وبدأت العمل لأقف على قدمي.
حاولت أن أدفن كل شيء… لكن الذكريات كانت تعود بشكلٍ موجع.

ثم وصلت رسالته:
“هل أنتِ بخير؟ أين أنتِ؟”
ارتجف قلبي، ثم عاد للنزيف. أخي ردّ بدلًا عني… وأغلق الباب الذي لم أستطع إغلاقه وحدي.

رجل جديد… وبيت من الأمان

مرت الأيام، وأهدتني الحياة رجلًا لم أظن وجوده ممكنًا.
أقرب لروحي من نفسي، بنى من خوفي أمانًا، ومن وحدتي عائلة.

ثم سمعت ما لم أتوقعه:
المرأة التي تزوجها بعدي تركته بعد ثلاثة أيام فقط. كانت ضحية قاسية، أما أنا فكانت قصتي كلمات خلف شاشة لم تلمس يدي.

قال نادمًا: “ليت تلك الفتاة لم تتزوج… لعدت إليها.”
لكني كنت أعلم الحقيقة:
لم يكن يريدني… كان يريد انكساري.

— النهاية التي تشبه النهوض

لم أبكِ حين سمعت ذلك. ابتسمت… ابتسامة انتصار هادئة.
مررت في قلبه، نعم، لكن متأخرًا. أما أنا… فلم أعد تلك الفتاة التي أحبته يومًا بلا وعي.

نعم، قد أبتسم إن رأيته، وقد يهتز داخلي للحظة، لكن لا مكان له في حياتي.
لقد دُفن ذلك الحب، وأصبح ذكرى… لا وجعًا.

ــ بقلمي ataa 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وسادة الأحلام

رحيل يشبه الشفاء

محكمة قلبي