المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2025

لأنها انثى خلقت لتتلألأ

صورة
  وتبقى الأنثى… وردة تبحث عن ما يستحقها الأنثى بين رقتها وقوتها تظلّ الأنثى كالنجوم المتلألئة في سكون السماء؛ تجذب العيون بوهجها الفريد، وبذلك التميّز الخفيّ الذي لا يشبه أحدًا. تتناسق مع كل الأزمنة والأماكن، وتترك لمستها الناعمة في كل لحظة، تلك اللمسة التي لا يتقنها سواها مهما تغيّر العالم من حولها. حين يسكن القلب قلبًا آخر تجذب الأنثى الكثير من القلوب، لكن قلبها لا يختار إلا واحدًا… واحدًا فقط ترى فيه الأمان والوطن والسكون. وعندما تجد هذا الشخص، تسلّم إليه جزءًا من روحها، وتبدأ معه حياة ثانية مليئة بالمشاعر المتفاوتة… بين الطمأنينة والخوف، وبين الشغف والانتظار. رحلة تزدهر فيها أو تذبل في بدايات الطريق، تكون كالوردة الزاهية في مملكته؛ تضيف جمالًا للمكان، وتنعش الأيام بأنفاسها. ومع مرور الوقت، يظهر الوجه الحقيقي للعلاقة: إما أن تزهر أكثر بالاهتمام والصدق والرعاية… أو تذبل بالابتعاد والكذب والإهمال، فتسقط رويدًا رويدًا حتى يغدو العالم حولها بلا لون ولا ضوء. دور الرجل في حياة الأنثى لكل فتاة طريق، ولكل طريق رجلٌ يقودها نحو الرفعة أو الانكسار. لذا يجب أن يكون الأب هو السند الأول، وا...

حين أفلت ابي يدي 3

صورة
  الجزء الثالث والأخير — نهاية لا تشبه الانكسار بداية الحكاية… كلمة غيّرت كل شيء لم يكن ذلك اليوم عاديًا. حين سألني الشيخ: “هل أنتِ موافقة؟” أجبت بثقة: نعم. كانت تلك اللحظة بداية الطريق؛ الطريق الذي وضعت فيه قلبي بين يديه، وكأنني أسلّم نقطة ضعفي لمصير مجهول. كان يصغي إليّ بعمق، وكأن العالم كله يفسح طريقًا لكلماتي. منحني مساحة لأتحدث بلا خوف، وأعطاني يدًا من ضوء… تمسكتُ بها بكل ما اعتقدته حبًا يشبه المعجزة. طيران بلا جناحين صنع لي سماءً خاصة، وعلّمني الطيران، حتى ظننت أن الحياة صارت سهلة، وأن أجنحتي لا يمكن أن تسقط. لكن خلف تلك الحرية… كان هناك قفص يُحكم إغلاقه على روحي دون أن أراه. كنت أرى الخيانة في الصور التي يرسلها لي؛ تفاصيل لا تخطئها عين عاشقة. ومع ذلك كنت أُطفئ الحقيقة داخلي، وأقنع نفسي بأنها ماضٍ قديم انتهى… وأنني الحاضر. ليلة الغياب… وصباح الكذبة كان يختفي حين يأتي الليل، يرحل فجأة ويتركني مشتعلة بالأسئلة. يعود صباحًا بهدوء، يُسقط غضبي بكلمة ويُسكت وجعي بأخرى. كنتُ أعود إليه كل مرة… إلى ذات القفص، بذات الكذبة، بذات الوجع. مرت شهور قصيرة لكنها مريرة، ثقيلة كالحجر. صا...

عندما افلت ابي يدي 2

صورة
  ثم جاء الأسوأ في ملامح الأجمل لم أكن أعلم أن بعض النهايات ترتدي وجوه البدايات الجميلة. حين جاء… بدا كأنه النور الذي انتظرته طويلًا. طرق بابي بهدوء، ففتحت له قلبي قبل أن أفتح له باب حياتي. ظننته ملاكًا هبط إليّ بعد سنوات من التعب، حلمًا يليق بكل ما انكسر داخلي، وطمأنينة طال غيابها عن روحي. كانت البداية هادئة، ناعمة، مُغرية بالأمل. لم نلتقِ وجهًا لوجه، ولم تُمسك يدٌ بيد، ومع ذلك امتلك كل شيء في داخلي: كان صوته حياة، واســمه نبضًا، وحديثه عالمًا آخر… عالمًا اعتقدتُ أنه خُلق ليحميني مما تبقى من خوفي. مع مرور الأيام، ساقتني المشاعر نحو فخّ لم أدركه إلا متأخرًا. قدّمت له ذكرياتي، وجروحي القديمة، وكل ما حاولتُ أخفاءه عن العالم. منحته صدقًا نادرًا… وخوفًا معلّقًا بكتف الرجاء. كنت أتشبّث به كما تتشبّث الغارقة بقشة… قشة لا تملك أي قوة للنجاة. ثم، فجأة، توقفت الأحلام. الورديّ تحول رماديًا، والصوت الذي كان يحييني صار يطفئني… وانقلبت البداية الجميلة إلى حقيقة قاسية تكشف لي ما لم أظن أني سأراه يومًا. لم تكن تلك النهاية كما ظننت… بل كانت بداية مرحلة أعمق، أقسى، وأبعد كثيرًا عن كل التصورات...

عندما افلت ابي يدي

صورة
  رحلة الغربة: حين أفلت أبي يدي كانت حياتي يومًا ما فيلمًا ضائعًا بين الحلم والكابوس؛ لم أعد أعرف إن كنت أعيش أجمل البدايات أم أسوأ النهايات. كنتُ أتقدّم في الحياة كظلٍّ تائه، بلا عقل يرشدني، ولا دليل يمسك بيدي حين تميل خطواتي. لحظة الانفلات الأولى أفلتَ أبي يدي فجأة… ليس بكلمةٍ تطمئن القلب، ولا بتفسيرٍ يخفف الوجع، بل بنظرةٍ أخيرة اختنقت فيها كل الجمل التي لم تُقَل. وقفتُ أمام طريقٍ غريب؛ طريقٍ لا أعرف بدايته، ولا أعرف ما يختبئ في نهايته—خيرٌ ينتظرني؟ أم فخٌ آخر يبتلع ما تبقى مني؟ الطريق بين الخوف والمجهول كانت العيون تطاردني… عيونٌ ترى ضعفي قبل قوتي، وتخشى صدقي أكثر مما تخشى جموحي. ورغم ذلك، تابعتُ السير. كان الطريق مبللًا؛ لا بالمطر، بل بالخوف، بالرصاص، وبخطوات تهرب من مجهولٍ لا ينتهي. مشيتُ بين وجوهٍ غريبة، ومدنٍ لا أسماء لها، حتى ظننتُ أن العالم كله تحول إلى ممرٍّ طويل من الغربة. ملجأ الروح… حضن أختي بعد سنواتٍ من التعب والانكسار، وصلتُ إلى أول محطة أمان في رحلتي: حضن أختي. هناك هدأت روحي قليلًا. ألقيتُ عن نفسي كل ما حملته من ثقل، وشحنتُ قلبي بما يكفي لأكمل الطريق من جديد....

دفء مفقود 2

صورة
  حكاية طفلة كبرت وما زالت تبحث عن الأمان كبرت تلك الطفلة… كبرت لتصبح صبية تملأ وجهها ملامح القوة، لكن في داخلها ما زال هناك قلب صغير يختبئ خلف جدران الفقدان. كانت تنام على ألحان الأحزان، وتستيقظ على دموع الانتظار، كأن طفولتها لم تجد يومًا حضنًا يضمها أو دفئًا يخفف عنها ارتجاف الروح. طفولة تبحث عن بديل… وصبية ترمّم نفسها ومع مرور السنوات، بدأت ترسم طرقًا جديدة، مليئة بالحب والحنان الذي تمنّت يومًا أن تعيشه. كانت تحاول سقي طفولتها المفقودة بذكريات دافئة تصنعها بيدها، وتبني حول قلبها بيتًا من الأمان لم يمنحه لها أحد. ترمّم ما انكسر، وتمسح بقايا التعب عن روحها، وتمنح نفسها شيئًا من الرقة التي حُرمت منها طويلًا. خطوات نحو الأمل رغم كل شيء تسير اليوم بخطوات ثابتة، وعينان تلمعان بأملٍ يشبه الفجر. ورغم مرارة الحياة وتقلباتها، ما زالت تحتفظ بابتسامة صغيرة تُنير وجوه من حولها. لم تعد تلك الطفلة المسكينة… لكن بحثها عن الدفء لم ينتهِ بعد، فما زال قلبها يفتّش عن حضن يرمم ما تبقى من شتات الروح. --- خاتمة في داخل كل واحد منا طفل يبحث عن الأمان، وصبية “دفء مفقود” ما زالت تتعلم أن تمنح نفسها م...

سر السعادة البسيط

صورة
  دفء الأمطار والثلوج: حين تعود الطفولة وتنتعش الروح هناك لحظات بسيطة تُشعل القلب دون أن نفهم سرّها… لحظات تهطل فيها الأمطار فتلامس العين قبل الأرض، وكأنها هدية شفافة تُعيد للروح ضحكةً كانت غائبة. ما إن تنساب قطراتها على وجهي، حتى تُهدهِد قلبي وتُوقظ داخلي طفلة تركض بمرحٍ لا يشبه سواه، طفلة ما زالت حيّة مهما أثقلتها السنوات. الأمطار… موسيقى تنعش الروح ربما لأنها صادقة، لا تتجمّل ولا تتكلّف. تسقط لتخبرنا أن الحياة يمكن أن تكون أنقى مما نتوقع، وأن القلوب المتعبة تحتاج أحيانًا إلى قطرة مطر… لا إلى كلمات. الثلج… عودة صافية إلى الطفولة وحين ترتدي الأرض ثوبها الأبيض مع أولى الثلوج، يعود داخلي شيء يشبه الطفولة التي لم تمت. كأن الثلج يربّت على كتفي بلطف، ويقول لي بأن الفرح لا يعترف بالعمر، وأن اللعب لا يشيب مهما كبرنا. ذلك البياض الهادئ يزرع في القلب طمأنينةً لا تُشبه أي شعور آخر. عشق لا تفسير له لا أعرف سرّ هذا العشق… لكنني أدرك أن لكل قلب لمسة صغيرة تباغته بالبهجة، وترفعه إلى عالم بسيط، لكنه من شدّة جماله يشبه حلمًا دافئًا لا نريد أن ينتهي. --- بقلمي: ataa

دفء مفقود

صورة
  حلم في دفء العائلة لم تكن سوى أمنية صغيرة… أو ربما حلمًا بسيطًا يتيمًا حاول قلبي التمسك به. أمنية بريئة، دافئة، مملوءة بالحبّ والحنان؛ أضاءت عالمي المتعب، وظللت أبحث عنها حتى الآن. كانت مجرد حضنٍ دافئ… قبلة صغيرة تُنقذ القلب من وحدته، وتُعيد للروح إحساس العائلة الحقيقي. كبرت ضمن عائلتي، نعم… لكنني كنتُ وحدي بينهم؛ طفلة صامتة، تشبه شمعةً انطفأت قبل أن تشتعل. أحلام بسيطة… بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها، ولم أشعر يومًا بملمسها كما تمنّيت. كنت أتمنى ذلك الدفء، ذلك الحبّ الحقيقي، تلك القبلة الصادقة التي تُربّت على روحي، لكنها بقيت مجرد أوهام تتجول في داخلي… ليتني عشتها يومًا، لكنني فقط… سمعتُ عنها. بقلمي: ataa

أجنحة لم تطير

صورة
  أنثى تتخبط في دروب الحياة أنثى تُرمى في دروب الحياة… تتخبّط بين جدران القدر، ضائعة، تائهة، منسية في صفحات النسيان. ظنّت أن أجنحة الحب سترفعها، وأنها ستُحلّق في سماء العشاق؛ تتخطّى الدروب، وتعانق السعادة، وترسم ابتسامة دافئة على وجهٍ أنهكه الألم. كانت تحلم أن يواكبها من يحبّونها، أن يقاسمونها ضحكات الطريق، ويجمعون شتاتها كلما اهتزّ قلبها تحت وطأة التعب. لكنها وجدت نفسها وحيدة… خائفة… مكسورة، كقطعة من السماء سُحِبت بعنف إلى الأرض. ورغم كل هذا الانكسار، ظلّ قلبها ينبض بصمت، يحلم بالرحيل إلى عالم آخر؛ عالم تُحلّق فيه الأرواح بلا خوف… ولا جدران… ولا دروب قاتلة، عالمٌ تُولد فيه أجنحتها التي لم تُفتح بعد. بقلمي: ataa

وهم الحياة

صورة
  ✦ حين ظننت أني أفهم الحياة ✦ همسات بين صدر الليل وقلب الصباح لقد ظننتُ أن الحياة مجرّد أرقامٍ تتزايد، وأعمارٍ تتناقص، وحياةٍ تنتهي وأخرى تبدأ… ظننتها أرضًا تُحسن الجزاء، تحصد ما نفعل، وتمنحنا بقدر ما نبذل. لكنني وجدتها أكثر تعقيدًا… ظالمة أحيانًا، طويلة بما يكفي لتنهك أرواحنا، غامضة كأنها لغزٌ لا نهاية له. ليست تواريخ فارغة تمرّ سريعًا، بل دقائق متماسكة، تُنثر فيها لحظات غريبة… تشبه الهدايا التي تظهر في منتصف الطريق. نصدّقها بغباء حين تبتسم، نظنها ملاكًا رحيمًا، أو أمًّا تحتوينا بنعومة. لكنها كثيرًا ما تخدعنا، تربّت على أكتافنا بيدٍ لينة، وتطعن أرواحنا بخفّةٍ لا تُرى. الحياة كذبةٌ أنيقة… نعيشها رغمًا عنّا، نسير فيها رغم التعب، نبتسم رغم الانكسار، ونحلم… رغم أننا نعلم الحقيقة. نرغب في التوقف أحيانًا، لكننا لا نستطيع. فالحياة تمضي دون إذنٍ منّا، تسحبنا نحو المجهول، وتترك فينا أثرًا لا يُمحى… أثرًا يُذكّرنا دائمًا أننا — رغم كل شيء — ما زلنا أحياء. بقلمي: ataa

سند الحياة

صورة
     الأخ… معنى السند الحقيقي في حياة الأخت في زحام الحياة وتغيّر ملامح الأيام، يبقى وجود الأخ هو الطمأنينة التي لا تشبهها طمأنينة، وهو الحضور القادر على إعادة اتزان الروح مهما اختلّت ظروفها. وجود الأخ ليس مجرد رابطة دم، بل هو شعور بالأمان يستقر في القلب منذ الطفولة ولا يفارقه. مكانة الأخ في حياة أخته الأخ هو ذاك القلب الذي يتمرّد على الحزن ليزرع الابتسامة على وجه أخته، ويهمس لها بصوت دافئ مملوء بالحنان: "هل أنتِ بخير؟" هو الشخص الذي يراقب تفاصيلها بصمت، ويخاف عليها أكثر مما تخاف على نفسها، ويقف أمام كل ما يؤذيها دون تردد. الأخ… سند لا يميل قد يبتعد الجميع، وقد تتغيّر المواقف والوجوه، لكن الأخ يبقى السند الأول الذي لا يميل. هو الضلع الخفي الذي يُشعر أخته بأنها قوية، وهو الذكرى الجميلة في الطفولة، والأمان في العاصفة، وسكينة القلب وسط زحام الحياة. نعمة تستحق الشكر وجود الأخ ليس أمرًا عابرًا، بل نعمة عظيمة لا تُقدّر بثمن. هو الروح الثانية التي وضعها الله في حياة أخته، ولا يكتمل طعم الأيام بدونه، ولا يهدأ قلبٌ يراه حزينًا أو متعبًا. في كل سجدة نهمس لله أن يحفظ الإخوة، وأن...

قمر حياتنا

صورة
  قمرُ حياتنا… النور الذي لا يغيب في رحلة الحياة، نمرُّ بأيامٍ مشرقة وأخرى مظلمة، لكن قلوبنا لا تكفّ عن البحث عن نورٍ يهدينا الطريق ويملؤنا أملًا. حياتنا مليئة بالنجوم التي تُبهج أرواحنا، وبالورود التي تُنعش أيامنا، وبالأحلام التي تُزهر ابتسامة على وجوهنا. لكن… وسط كل هذا الجمال، يظل هناك قمرٌ واحد يضيء سماء حياتنا. قمرٌ يرافقنا بصمت، يُنير الدروب، ويزرع السعادة في تفاصيل أيامنا دون أن نلتفت إليه دائمًا. نمضي العمر نبحث عنه بين طرقات الحياة، لنكتشف في النهاية أنه كان حاضرًا أمامنا طوال الوقت… هادئًا، لطيفًا، لكنه المرشد الأعمق والأصدق. هذا القمر قد يكون شخصًا نحبه، أو طاقة داخلية، أو إيمانًا راسخًا يجعلنا نواصل الطريق بثقة وطمأنينة. — بقلمي: ataa

مشاعر إنسانية

صورة
  قلوب إنسانية في حياتنا، نحمل دائمًا مشاعر متناقضة؛ نبتسم ونضحك بينما القلب يئن، ونُظهر القوة رغم الضعف، ونُخفي دموعنا خلف قناع الصمت. نضحك ونحن في حاجة إلى البكاء، ونبدو أقوياء بينما قلوبنا تبحث عن سند. وعندما نفرح من أعماقنا، يأتي الحزن فيطرق بابنا دون إذن… وكأن حياتنا تُصرّ على إخضاعنا لتقلباتها. نسأل أنفسنا دائمًا: لماذا نضحك ونحن متعبون؟ لماذا نتظاهر بالقوة ونحن نرتجف من الداخل؟ ولماذا نصمت حين تكون الصرخة هي المفر الوحيد لقلوبنا؟ الحياة تُجبرنا أحيانًا على ارتداء قناعٍ لا يشبهنا، على أن نبدو بخير رغم كل الانكسارات. لكن الحقيقة أننا بشر: نضحك ونبكي، نصرخ ونتألم، نفرح ونتأمل… وهذه المتناقضات ليست ضعفًا، بل جزء من إنسانيتنا. سحقًا لهذه الحياة التي تفرض علينا جبروتها، وتختبر قلوبنا بلا توقف… ومع ذلك، يبقى في داخلنا ضوء صغير يصرّ على البقاء، يذكّرنا أننا رغم كل التعب… ما زلنا أحياء. بقلمي: Ataa

مرآة الروح

صورة
  مرآة الروح… حين يتكلم الليل بصوت القلب  هناك لحظات لا تحتاج إلى ضجيج ولا إلى حديثٍ طويل؛ لحظات يكفيها ليلٌ هادئ ووسادةٌ صامتة تحتضن وجعنا كما لو أنها تفهم ما نعجز عن قوله. في سواد الليل، تتّقد القلوب بنيران القهر، وتنساب دموع التعب على وسادة لا تنطق، لكنها تصغي بعمقٍ يفوق ألف كلمة. هي الرفيقة التي تمتص الآهات، وتُخبّئ أسرارنا، حتى تغفو العيون وقد ثقلها الألم. وأحيانًا، نرسم ابتسامة خفيفة، نضحك رغم أن الذكرى تخنق الصوت، ونكتب كلماتٍ نقشتها التجارب في أعماق الروح. إنه الظلام ذاته… لكنه لا يمرّ علينا بنفس الشعور، فـ مرآة الروح تتأرجح كل ليلة بين الألم والسكينة. الليل هو الشاهد الصامت لقصصنا، يحتضن وجعنا كما يحتضن ضحكاتنا، ويُخفي ما لا يستطيع النهار أن يراه أو يفهمه. ثم تشرق الشمس… قد تهدي الفرح، أو تغمسنا في حزنٍ جديد، قد تمنحنا ضحكة، أو تذكّرنا بدمعة، وقد تحمل ذكرى ناعمة أو كابوسًا ثقيلًا. وحين تغيب، يترك رحيلها خلفه ظلامًا حالكًا نرمي فيه أثقالنا، ونغفو كأننا نتناول جرعة خفية من النسيان، لنبدأ يومًا جديدًا يحمل في طيّاته هدية سرية من الحياة… لا نعرف إن كانت فرحًا، أم ...

همس الورد

صورة
  همس الورد بعد البعد… حين يتكلم القلب بلغة الفقد في زوايا القلب حكاياتٌ لا تنتهي، ومشاعرُ تقف في المنتصف بين الذكرى والحنين، تُقاوم النسيان وتُصرّ على البقاء. كنتُ كوردةٍ مزهرة، تُزهر بين يديه وتتنفّس من دفء حضوره، لبستُ ثوب النقاء الأبيض لأمتلك قلبه، وأكون الملكة على عرش روحه. كنتُ أراه عالمي، وأستنشق من وجوده ما يملأ أيامي بالدفء والطمأنينة. لكنني استيقظتُ ذات يومٍ على فراغٍ قاسٍ، على صمتٍ يوجع أكثر من الكلام، وحدةٍ تلسع القلب كجمرٍ في منتصف الليل. أحترق بنيران الحب، وأذوب بحرارة الشوق، وأتألم بأشواك البعد التي لا ترحم. بكيتُ كثيرًا في الظل، خلف ستائر الليل التي تتقن حفظ الأسرار، أخفي وجعي عمّن حولي، وأنتظر من الزمن ورقة حظٍ صغيرة تعيد لي ما سُلب من أمان وابتسامة. كنتُ أرجو ضوءًا يُشعل شمعة جديدة في طريقي، ويُعيد النبض لقلبٍ أتعبه الفقد، قلبٍ ما زال يحلم بالعودة— بهمسة صوته، بلمسة يده، وبعفوٍ يذيب ما خلّفه الغياب من شقوقٍ داخل الروح. #بقلمي_ataa

قطع من السكر

صورة
  قطع من السكر… حين نذوب بكرامة في ذاكرة الحياة في زحام الأيام، نختفي كما يذوب السكر في فنجانٍ تُرك منسيًا على طاولة الصباح… لا أحد يتذكر طعمه، لكن أثره يبقى في العتمة وفي ذاكرة اللحظات. نحن في الحقيقة قطعٌ من السكر؛ تُرمى في بحر الذاكرة عند الرحيل والسفر، فتدور بنا الحياة، وتذوب حلاوتنا شيئًا فشيئًا، وتنحلّ ملامحنا في موج النسيان… وكأننا لم نكن يومًا. مؤلمٌ حقًا— أن ننتظر بضع كلمات فقط، كلمات تُعيد الحياة إلى أرواحنا، وترسم ابتسامة صغيرة على شفاه طالها الصمت. لكننا نشيب ونحن ننتظر، نشيب على أمل أن يلتفت أحدهم يومًا ويقول ولو همسًا: "ما زلتم هنا…" ومع ذلك… نذوب بكرامة، نحفظ ما تبقى من نورنا، ونواصل المضيّ بهدوءٍ لا يعرف الانكسار. #ومع_ذلك_نذوب_بكرامة ✍️ بقلم ataa

حين تتعب الأرواح من الصبر..

صورة
  متى سيحنّ وقت عدلكِ يا حياة؟ نمضي في دروب الحياة حاملين آثار خطواتٍ مرّت فوق قلوبنا، نجرّ خلفنا ذكرياتٍ أثقلت الروح، ونحاول أن نبتسم رغم الوجع، وأن نخفي الدموع خلف صبرٍ لم يعد قويًا كما كان… لكن يبقى السؤال الذي يطاردنا دائمًا: إلى متى؟ إلى متى سنستمر في السير داخل عالمٍ لا يمنحنا خيار الطريق؟ إلى متى سنترك آثارًا لا يراها سوانا، ولا يشعر بها إلا نحن؟ إنها الذكريات… تفوح رائحتها كلما ظننا أننا تجاوزناها، فتوقظ قلوبنا بمشاعر متناقضة تجمع بين الفرح والحزن، وبين حنينٍ مؤلم لا ينطفئ. ألم يحن الوقت لنقف قليلًا؟ لننظر إلى الوجوه على حقيقتها حين تسقط الأقنعة؟ ألم يحن موعد أحلامنا المعلّقة أن تقترب منا، وتمنح قلوبنا نورًا جديدًا؟ ألم يحن الوقت لنجفّف دموعنا الخفيّة خلف تلك الابتسامة الصامتة؟ لنشعر بالقوة بعد كل وجع صبرناه؟ أن نترك الحياة تذوق شيئًا مما ذقناه، كي تدرك معنى الألم الذي زرعته فينا؟ ما أقساكِ أيتها الحياة… كم طالت موازينكِ المائلة، ومتى سيحين وقت عدلكِ المنصف؟ ✍️ بقلمي: ataa